في هذه الآيات: أمرُ الله تعالى نبيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - وهو أمر لأمته - بتقوى الله وعدم اتباع الكافرين والمنافقين، بل اتباع وحي رب العالمين، والتوكل عليه وكفى بهِ وكيلًا ونصيرًا للمؤمنين.
فقوله:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ} - تنبيه بالأعلى على الأدنى، فالخطاب وإن كان لشدّ عزيمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثبات على الحق والصبر على ما يلقاهُ، فهو لمن دونه من أمتهِ من باب أولى. قال النسفي:({اتَّقِ اللَّهَ} اثبت على تقوى الله وَدُمْ عليهِ وازدد منهُ، فهو باب لا يدرك مداه). وقال طَلْقُ بن حَبيب:(التقوى أن تعملَ بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تتركَ معصية الله، على نور من الله، مخافة عذاب الله).
وقوله:{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}. قال ابن جرير:(فلا تقبل منهم رأيًا ولا تستشرهم مستنصحًا بهم، فإنهم لك أعداء).
وقوله:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}. قال ابن كثير:(أي: فهو أحقُّ أَنْ تَتَّبعَ أوامرَهُ وتُطيعهُ، فإنه عليمٌ بعواقب الأمور، حكيم في أقواله وأفعاله).
وقوله:{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}. أي: وَعَظِّم منهاج الوحي الذي يلقى إليكَ فوق كل منهاج، فإن في الوحيين - القرآن والسنة - منهاج الاتباع الأكمل.
وعن قتادة:({وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} أي هذا القرآن).
وقوله:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}. أي: إن ربك - يا محمد - يعلم كل