وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:[والذي نفسُ محمد بيده! لا يَسْمَعُ بي أحدٌ مِنْ هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمنْ بالذي أُرسلتُ به، إلا كانَ مِنْ أصحاب النار](١).
في هذه الآيات: إثباتُ الله تعالى أن هذا القرآن هو أكبر معجزة خالدة في الأرض، وفيه رحمة وذكرى لقوم يؤمنون. وأمرُ الله نبيَّه أن يقول للمكذبين: كفى بالله شهيدًا لي بصدق النبوة والكافرون هم الخاسرون.
قال ابن كثير: (أي: إنما أمر ذلك إلى الله، فإنه لو عَلِمَ أنكم تهتدون لأجابكم إلى سؤالكم، لأن ذلك سهل عليه، يسير لديه، ولكِنَّهُ يعلَمُ منكم أنما قَصْدُكم التَعنُّتُ والامتحان، فلا يجيبكم إلى ذلك، كما قال تعالى:{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا}[الإسراء: ٥٩]. وقوله: {وَإِنَّمَا أَنَا
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٥٣) - كتاب الإيمان. باب وجوب الإيمان برسالة نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته.