العبادة من دون الله العظيم، وإنما قادهم إلى ذلك التحاكم للعادات والأهواء حتى تجرؤوا على معاداة الله من أجلها ورسوله والمؤمنين.
وقوله:{وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا}. أي معينًا للشيطان وحزبه على أولياء الله وأهل طاعته. قال مجاهد:(يظاهر الشيطان على معصية الله: يُعينُه). وقال سعيد بن جبير:(يقول: عونًا للشيطان على ربِّه بالعداوة والشِرك).
وفي صحيح ابن حبان من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[إذا أصبح إبليس بثَّ جنوده، فيقول: من أَضَلَّ اليوم مسلمًا ألبستُه التاج، فيخرجُ هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، فيقول: أوشك أن يتزوج. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه فيقول: يوشك أن يبرّهما. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت ويُلبِسُه التاج](١).
أي: قل -يا محمد- لقومك الذين أرسلت إليهم: إنني لا أبتغي من وراء دعوتي لكم وإنذاري لنجاتكم، ما في أيديكم من أموالكم، وإنما أبتغي بذلك وجه الله. قال القرطبي:{إِلَّا مَنْ شَاءَ} لكن من شاء، فهو استثناء منقطع، والمعنى: لكن من شاء {أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} بإنفاقه من ماله في سبيل الله فلينفق. ويجوز أن يكون متصلًا
(١) حديث صحيح. أخرجه ابن حبان (٦٥) بإسناد رجاله ثقات، رجال البخاري. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (١٢٨٠).