يعني: إذا اعتدلت يا نوح أنت ومن معك من المؤمنين في السفينة فاحمدوا الله العظيم أن نجاكم من القوم المشركين. وهذا ما فعله نوح - صلى الله عليه وسلم - حِين أمر قومه بذلك.
ففي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى:{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}[هود: ٤١]. فذكر نوح ربه آمرًا قومه بذلك عند ابتداء سيره وعندَ انتهائه.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: [أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبَّرَ ثلاثًا، ثم قال: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هَوِّن علينا سفرنا هذا، واطْوِ عَنَّا بُعْدَه، اللهم أنت الصاحِبُ في السفر والخليفة في الأهل. اللهم إني أعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المَنْظَرِ وسوءَ المُنْقَلَب في المال والأهل. وإذا رجع قالهنّ وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون" (١).
وفي جامع الترمذي بسند صحيح عن علي بن ربيعة قال: [شهدت عليًا أُتِيَ بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله. ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢/ ٩٩٨)، وانظر صحيح سنن الترمذي (٢٧٤٣).