أي: إنّ الله تعالى يحكم بينهم بالعدل يوم القيامة فيجازي كلًّا منهم ما يستحق، فمن آمن به تعالى وأقام أركان الإيمان أدخله الجنة، ومن كفر به وكذّب بالوحي أدخله النار، إنه سبحانه شهيد على أعمالهم جميعًا، حفيظ لأقوالهم، عليم بسرائرهم، ولا يُظْلَمُ عنده أحد من عباده.
والمعنى: ألم تر -يا محمد- بقلبك، أن كل شيء في هذا الكون الفسيح يسجد لله العظيم، فالملائكة في السماوات، والحيوانات في جميع الجهات، من الإنس والجن والدواب والطير، كل قد علم صلاته وتسبيحه. قال ابن كثير:(وقوله: {وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ}، إنما ذكر هذه على التنصيص، لأنها قد عُبدت من دون الله، فَبَيَّنَ أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مُسَخَّرة، {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[فصلت: ٣٧]).