قال ابن عباس:({وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، أعلم أن رؤيا يوسف صادقة وأني سوف أسجد له). وقال ابن كثير:({وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، أي: أرجو منه كلَّ خير).
أي: التمسوا خبر يوسف وأخيه وتعرَّفوا أمرهما. وأصل التحسُّس من الحِسّ. وهو قول يعقوب لبنيه حين طمع في يوسف وأحسّ قرب لقائه. قال السدي:({يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ}، بمصر).
وقوله:{وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} - قال قتادة:(أي: من رحمة الله). وقال السدي:(من فرج الله أن يردَّ يوسف). وقال ابن زيد:(من فرج الله، يفرِّج عنكم الغمَّ الذي أنتم فيه).
قال ابن إسحاق:(ثم إن يعقوب قال لبنيه وهو على حسن ظنه بربه، مع الذي هو فيه من الحزن: يا بني، اذهبوا إلى البلاد التي منها جئتم {فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}، أي: من فرجه).
وقوله:{إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} - قال ابن جرير:(يقول: لا يقنط من فرجه ورحمته، ويقطع رجاءه منه، {إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، يعني: القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاء تكوينه).