قلت: الرجس في لغة العرب: القذَر. وقال الفراء في قوله تعالى:{وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}[يونس: ١٠٠] إنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله الرِّجز). ومن ثَمَّ فالمعاني السابقة كلها واردة ويحتملها البيان الإلهي الكريم.
يعني بذلك الأصنام التي كانوا يعبدونها ولها أسماء مختلفة، سميتموها أنتم وآباؤكم آلهة، فالاسم هنا بمعنى المسمّى. ومن هذه الأسماء العُزّى - من العِزّ والأعز - واللات، وفي حقيقتها لا تملك من العز والإلهية شيء ولا حجة لكم من الله بعبادتها.
أي: كانت النجاة لهود عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه، وكان الهلاك والعذاب على من كذب وتولى وأعرض عن الإيمان بالله ورسوله. قال ابن زيد:({وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}، قال: استأصلناهم).
أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[نُصِرْتُ بالصَّبا، وَأُهْلِكَت عادٌ بالدَّبور](١).