أي: كل هذه المخلوقات العظيمة تحت تصرفه وتسخيره وهي مقهورة بأمره.
وقوله:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}.
أي: له الملك والتصرف سبحانه وتعالى.
قال القرطبي:(وفي تفرقته بين الخلق والأمر دليل بين على فساد قول من قال بخلق القرآن، إذ لو كان كلامه الذي هو أمر مخلوقًا لكان قد قال: ألا له الخلق والخلق. وذلك عِيٌّ من الكلام ومستهجن ومُسْتَغَثٌّ. والله يتعالى عن التكلم بما لا فائدة فيه). وقال:(فالخلق المخلوق، والأمر كلامه الذي هو غير مخلوق وهو قوله:{كُنْ}. {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس: ٨٢]).
وقوله:{تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
قال الأزهري:({تَبَارَكَ} تعالى وتعاظم وارتفع).
وقيل: إن باسمه يُتَبَرَّكُ ويُتَيَمَّن.
أخرج الطبراني والحاكم بسند صحيح عن عامر بن ربيعة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع لهُ بالبركة، فإن العين حق](١).
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٣/ ٤٤٧)، وأبو يعلى (٧١٩٥)، والحاكم. انظر صحيح الجامع (٥٧٠)، وكتابي: منهج الوحيين في معالجة زلل النفس وتسلط الجن (٣٣٦) - لتفصيل روايات هذا الحديث. وفي بعض الروايات: (علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك برّكت).