للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تتركنَّ الصلاة المكتوبة متعمدًا، ومن تركها متعمدًا برئت منه الذمة (١)، ولا تشربَنَّ الخمرَ، فإنها مفتاح كل شر، وأطع والديك، وإن أمراك أن تخرجَ من دنياك، فاخرج لهما، ولا تُنازعنَّ ولاة الأمر، وإن رأيت أنَّك أنت (٢)، ولا تفِرَّ من الزَّحف، وإن هلكت وفرَّ أصحابك، وأنفق من طَوْلك على أهلك، ولا ترفع عصاك عن أهلك، وأخِفْهم في الله عز وجل] (٣).

وقوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.

وصية بالإحسان إلى الوالدين ومجانبة عقوقهما.

وآيات القرآن وفيرة في الأمر بذلك:

١ - قال تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.

٢ - قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. . . (٨٣)}.

٣ - وقال تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا. . . (١٥)}.

ومن السنة الصحيحة، أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه: [قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله] (٤).


(١) أي: أن لكل أحد من الله عهدًا بالحفظ والكلاءة، فإذا ألقى بيده إلى التهلكة، أو فعل ما حرم عليه، أو خالف ما أُمِرَ به خذلته ذمة الله. "النهاية". انظر صحيح الأدب المفرد. ص (٣٨).
(٢) أي: أنت وحدك على الحق.
(٣) حديث حسن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (١٨) - باب: يبر والديه ما لم يكن معصية. ورواه ابن ماجه - في الفتن. حديث (٤٠٣٤)، مختصرا. في الصبر على البلاء. انظر: "صحيح الأدب المفرد" - حديث رقم (١٤)، وصحيح سنن ابن ماجه (٣٢٥٩).
(٤) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٢٧)، (٥٩٧٠)، ومسلم (٨٥)، وأحمد (١/ ٤٥١)، وأخرجه الترمذي (١٧٣)، والنسائي (١/ ٢٩٢)، وأخرجه ابن حبان في صحيحه - رقم (١٤٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>