للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: والآية عامة تشمل التنبيه ضد المبالغة في الإنفاق والصدقة على حساب الأهل ومن يلزمه نفقتهم، كما تشمل التحذير من الإسراف في الأكل والشرب، كما تشمل الترهيب من مجاوزة أوامر الله في كل حال. وفي ذلك أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: [إنك أَنْ تذرَ ورثتك أغنياء خير من أن تَذَرهم عالةً يتكفّفون الناس] (١).

الحديث الثاني: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قِيلَ وقال، وكثرة السؤال، وإضاعةَ المال] (٢).

الحديث الثالث: أخرج البخاري تعليقًا: [كُلوا واشربوا والبَسُوا وتَصَدَّقوا، في غير إسرافٍ ولا مَخيلةٍ] (٣).

وقوله: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا}.

الحمولة: ما حمل عليه من الإبل وغيرها، والفرش: صغار الإبل التي لم يُحْمَل عليها بعد.

١ - قال ابن عباس: (الحمولة هي الكبار، والفرش: الصغار من الإبل).

٢ - قال الحسن: (الحمولة: ما حمل عليه، والفرش: حواشيها، يعني صغارها).

٣ - قال قتادة: (أما "الحمولة"، فالإبل والبقر. وأما "الفرش"، فالغنم). وقال ابن عباس: (فأما "الحمولة" فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه، وأما "الفرش"، فالغنم).

٤ - قال ابن زيد: ("الحمولة" ما تركبون، و"الفرش"، ما تأكلون وتحلبون، شاة


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣/ ١٣٢)، وأخرجه مسلم (١٦٢٨) - في أثناء حديث أطول.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح - حديث رقم (١٧١٥). وله شواهد كثيرة.
(٣) حديث حسن. ذكره البخاري قبل ح (٥٧٨٣) معلقًا بصيغة الجزم، ووصله الطيالسي (٢٢٦١) فقال: حدثنا همام عن رجل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا، وزاد: "فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده". وفيه رجل لم يسم، لكن أسنده البيهقي في الشعب عن همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب. وإسناده حسن. انظر تخريج - المهدي - على تفسير ابن كثير (٣/ ص ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>