للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بكر، بعد أن حمد الله وأثنى عليه: [يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية، وتضعونها على غير موضعها: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإنا سمعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يَعُمَّهُم الله بعقاب. وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما مِنْ قوم يُعْمَلُ فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا، ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب] (١).

قال سعيد بن المسيب: ({لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، قال: إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، لا يضرك من ضل إذا اهتديت).

الحديث الثاني: أخرج أبو داود وابن ماجة بسند حسن عن جرير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [ما مِنْ رَجُلٍ يكون في قوم يَعمَلُ فيهم بالمعاصي يَقدرون على أن يغيّروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا] (٢).

الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [كيف بكم وبزمان - أو يوشك أن يأتي زمان يُغربَلُ الناسُ فيه غَربلةً تبقى حُثَالةٌ مِنَ الناس، قَدْ مَرجتْ عُهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصّتكم، وتذرون أمر عامّتِكم" (٣).

١٠٦ - ١٠٨. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (١٠٦) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (١/ ٥)، وأبو داود (٤٣٣٨)، والترمذي (٢١٦٨)، وابن ماجة (٤٠٠٥)، وغيرهم. من حديث أبي بكر رضي الله عنه.
(٢) حديث حسن. أخرجه أبو داود (٤٣٣٩)، وابن ماجة (٤٠٠٩)، وانظر صحيح سنن أبي داود (٣٦٤٦) بإسناد حسن، من حديث جرير رضي الله عنه مرفوعًا.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٣٤٢)، وأخرجه ابن ماجة (٣٩٥٧)، وانظر صحيح سنن أبي داود (٣٦٤٨). من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>