للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحَدَّ حُدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها] (١).

وقوله: {عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.

أي: عفا الله عما كان منكم من ذلك، وهو سبحانه الغفور لِزَلَّاتِكُم، الحليم بعباده وما يصدر عنهم.

وقوله تعالى: {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ}.

قال ابن عباس: (نهاهم أن يسالوا عن مثل الذي سألت النصارى من المائدة، فأصبحوا بها كافرين، فنهى الله عن ذلك).

وقال السدي: (قد سأل الآيات قوم من قبلكم، وذلك حين قيل له: غيِّر لنا الصفا ذهبًا! ).

قال ابن جرير: (قد سأل الآيات قوم من قبلكم، فلما آتاهموها الله أصبحوا بها جاحدين).

١٠٣ - ١٠٤. قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٠٣) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٠٤)}.

في هذه الآيات: ما بَحَرَ الله بحيرة، ولا سيّب سائبة، ولا وصل وصيلة، ولا حمى حاميًا، بل هي من صنع المشركين الذين حرموا ما لم ينزل الله به سلطانًا، وافتروا على الله الكذب، وجعلوا بعض هذه الأنعام وقفًا على الأوثان والأصنام، وأكثرهم لا يعقلون. وإذا رُدّوا إلى التحاكم لله ولرسوله اعتزوا بآبائيتهم وجاهليتهم حتى ولو كانت مهترئة فاسدة عفنة.

فقوله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}.

البحيرة: الفعيلة، من بَحَرْت أذن الناقة أي: شققتها. وهي: الناقة تُشَقّ أذنها


(١) أخرجه الدارقطني (ص ٥٠٢)، وكذلك أورده صاحب مشكاة المصابيح (١٩٧)، وسنده جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>