وقال ابن عباس:(ليس عليهم حرج فيما كانوا يشربون قبل أن أحرمها، إذا كانوا محسنين متقين، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}). وقد مضى ذكر أسباب نزول هذه الآية في ذلك بالأسانيد الصحيحة.
في هذه الآياتِ: اختبارُ الله للمؤمنين ببعض الصيد حالة إحرامهم ليعلم أهل طاعته والإيمان به والمعظمين لحدوده وشعائره، وَتَوَعُّدٌ للمخالفين بعذاب موجع مؤلم. ثم نَهْيٌ صريح عن قتل صيد البر حالة الإحرام، وإعلامٌ من الله تعالى ذكره عبادَه حكم القاتل من المحرمين الصيد الذي نهاه عن قتله متعمدًا.
قال ابن كثير:(يعني: أنَّه تعالى يبتليهم بالصيد يغشاهم في رحالهم، يتمكّنون من أخذه بالأيدي والرماح سِرًّا وجهرًا، لتظهر طاعةُ من يُطيع منهم في سرّه وجَهْره. كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢)} [الملك]).