للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مِنَ الْحَقِّ}: بيان لما اختلفوا فيه، أي: فهدى الله الذين آمنوا للحق الذي اختَلَفَ فيه من اختلف.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (٢١٤)}:

قول عز وجل: {أَمْ حَسِبْتُمْ} (أم): منقطعة بمنزلة بل والهمزة، ومعنى الهمزة فيها للتقرير وإنكار الحسبان واستبعاده. وقيل: الميم من (أم) صلة، والتقدير: أحسبتم. والمعنى: أظننتم (١).

{أَنْ تَدْخُلُوا}: أن وما عملت فيه سدت مسد مفعولي الحسبان عند صاحب الكتاب رحمه الله (٢). وعند أبي الحسن: المفعول الثاني محذوف، أي: أم حسبتم دخول الجنة واقعًا أو حقًّا (٣).

{وَلَمَّا يَأْتِكُمْ}: لما: هنا هي (لم) دخلت عليها (ما)، وبقي عملها كما ترى، وفيها معنى التوقع، وهي في النفي نظيرة (قد) في الإثبات، يقال: قد فعل فلان، تقول: لمَّا يفعل. والمعنى: أَنَّ إِتيان ذلك متوقع منتظر.

{مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا}: قيل: حالهم التي هي مثلٌ في الشدة. و {مَسَّتْهُمُ} بيان للمثل المذكور، وهي جملة مستأنفة لا موضع لها من الإعراب، وهي موضحة لأحوالهم، كأن قائلًا قال: كيف كان ذلك المثل؟ فقيل: مستهم


(١) عبر ابن عطية عن هذا بقوله: وحكى بعض اللغويين أنها قد تجيء بمثابة ألف الاستفهام يبتدأ بها. المحرر الوجيز ٢/ ١٥٥. وانظر مجاز القرآن ١/ ٧٢.
(٢) لأنه يرى عدم الاقتصار على أحد المفعولين دون الآخر، انظر الكتاب ١/ ٣٩.
(٣) انظر رأي الأخفش في التبيان ١/ ١٧١ أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>