للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الفعل وفاعله، أو لأن التأنيث غير حقيقي، أو لأن الحياة والعيش والبقاء بمعنىً، كما أن الموعظة والوعظ كذلك. وعن ابن أبي عبلة (١): (زُيّنت) بإظهار العلامة (٢).

{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا}: مبتدأ، و {فَوْقَهُمْ}: الخبر، و {يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: ظرف للخبر، أي: حالُهم عاليةٌ لحالهم؛ لأنهم في كرامة، وهم في هوان.

{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢١٣)}:

قوله عز وجل: {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} حالان من {النَّبِيِّينَ}. {وَأَنْزَلَ}: عطف على (بعث).

{مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقّ}: يريد بالكتاب الجنس، أو مع كل واحد منهم كتابه. و {مَعَهُمُ} ظرف لأنزل. ويحتمل أن يكون حالًا من الكتاب، أي: وأنزل الكتاب معينًا لهم. {بِالْحَقِّ}: في موضع نصب على الحال من {الْكِتَابَ} أي: ملتبسًا بالحق.

{لِيَحْكُمَ} أي: لأن يحكم، واللام من صلة (أنزل). والحاكم: هو الله تعالى، أو الكتاب، أو النبي المُنْزَلُ عليه، كقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} (٣).


(١) إبراهيم بن شمر، تقدمت ترجمته.
(٢) انظر قراءته هذه في المحرر الوجيز ٢/ ١٤٩، والبحر ٢/ ١٢٩.
(٣) سورة النساء، الآية: ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>