للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالتخفيف (١)، على حذف ياء أفاعيل، كقولهم: أناعم في أناعيم.

والهاء في {صَرَّفْنَاهُ} للمطر. وقيل: للقول، أي: ولقد صرفنا هذا القولط بين الناس في القرآن وفي سائر الكتب والصحف التي أنزلت على الرسل، وهو ذكر إنشاء السحاب وإنزال المطر.

{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (٥٤)}:

قوله عز وجل: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} أي: خلطهما. وقيل: خلاهما متجاورين متلاصقين (٢).

وقوله: {وَهَذَا مِلْحٌ} الجمهور على كسر الميم وإسكان اللام وهو المشهور في اللغة، وقرئ: (مَلِحٌ) بفتح الميم وكسر اللام (٣)، وهو مقصور من مالح، لُغية، كراهة التضعيف، يقال: ماء مالح. قال أبو الفتح: وفيما قرئ على أحمد بن يحيى فاعترف بصحته: سمك مالح، وماء مالح، وإنما يقال: سمك مملوح ومليح، هذا أفصح الكلام، والأول يقال، انتهى كلامه (٤). والتاء في {فُرَاتٌ} أصلٌ، ووزنه فُعال.

وقوله: {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا} (جعل) هنا بمعنى عمل وخلق، و {بَيْنَهُمَا}


(١) قرأها يحيى بن الحارث الذماري، وأبو مجلز، والضحاك، وأبو العالية، وعاصم الجحدري، كما رويت عن الكسائي. انظر مختصر الشواذ / ١٠٥/. وزاد المسير ٦/ ٩٤ - ٩٥.
(٢) قاله الزمخشري ٣/ ١٠١، وهو معنى قول المفسرين: إنه أرسلهما في مجاريهما فلا يلتقيان. انظر معالم التنزيل ٣/ ٣٧٣. وزاد المسير ٦/ ٩٦.
(٣) قرأها طلحة بن مصرف، وقتيبة عن الكسائي. انظر معاني النحاس ٥/ ٣٧. ومختصر الشواذ / ١٠٥/ والمحتسب ٢/ ١٢٤ وفيه تصحيف في الضبط. والمحرر الوجيز ١٢/ ٣٠.
(٤) المحتسب ٢/ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>