للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (٣٢) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣)}:

قوله عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: جعلًا مثل ذلك الجعل، والمعنى: كما جعلنا هؤلاء الكفرة أعداءك، كذلك جعلنا لكل نبي عدوًا، والعدو يكون واحدًا وجمعًا، كقوله: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} (١)، أي: أعداء.

قوله: {هَادِيًا وَنَصِيرًا} انتصبا على الحال أو على التمييز، أي: هاديًا لك إلى [طرق] (٢) الرشاد، وناصرًا لك.

وقوله: {جُمْلَةً} نصب على الحال من القرآن، أي: مجتمعًا.

وقوله: {وَكَذَلِكَ} محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: أنزلناه إنزالًا مثل ذلك الإنزال، أو فرقناه تفريقًا مثل ذلك التفريق، واللام في {لِنُثَبِّتَ} من صلة هذا الفعل المقدر آنفًا، و {وَرَتَّلْنَاهُ} عطف عليه، أعني على هذا الفعل المحذوف. وقيل: {كَذَلِكَ} صفة لقوله: {جُمْلَةً وَاحِدَةً} على معنى: كسائر كتب الله، ويوقف على {كَذَلِكَ} على هذا التقدير، ثم يُبتدأ بقوله: {لِنُثَبِّتَ}، على معنى: أنزلناه متفرقًا لنقوي به قلبك، ونزيدك بصيرة فيه.

وقوله: {وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (وأحسن) عطف على (الحق) غير أنه لا ينصرف، {تَفْسِيرًا}: منصوب على التمييز، أي: بالمثل الحق وبما هو أحسن تفسيرًا من مثلهم، ثم حذفت (من) للعلم بها، ألا ترى أنك إذا قلت: رأيت زيدًا وعمرًا، وكان عمرو أحسن وجهًا، علم أنك تريد: مِنْ زيد.


(١) سورة الشعراء، الآية: ٧٧.
(٢) من (أ) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>