للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل: {فَنَسِيَ} الجمهور على فتح الياء على الأصل، وقرئ: بإسكانها (١) استثقالًا للحركة عليها.

وعلى تخفيف السين، والمنوي فيه لآدم - عليه السلام -، وقرئ: (فَنُسِّي) بتشديدها (٢)، والمستكن فيه للشيطان، أي: فنساه الشيطان.

وقوله: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} الوجود هنا يجوز أن يكون بمعنى العلم، ومفعولاه {لَهُ عَزْمًا}، وأن يكون بمعنى الإصابة، و {لَهُ} على هذا يجوز أن يكون من صلة {نَجِدْ}، وأن يكون في موضع الحال من عزم، وهو في الأصل صفة له، فلما قدم عليه حكم عليه بالحال. والعزم: هو التصميم على الشيء.

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (١١٦) فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (١١٧)}:

قوله عز وجل: {وَإِذْ قُلْنَا} (إذ) منصوب بمضمر، أي: واذكر يا محمد وقت قولنا لهم.

وقوله: {فَتَشْقَى} إنما أفرد بعد قوله: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا} لأن آدم - عليه السلام - هو الأصل، وحواء تابعة له. وقيل: لأن أول الآية خطاب لآدم. وقيل: لمشاكلة رؤوس الآي (٣).

{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (١١٩)}:


(١) أي: (فَنَسِيْ). وهي قراءة الأعمش كما في المحتسب ٢/ ٥٩. والمحرر ١١/ ١٠٩. والقرطبي ١١/ ٢٥١.
(٢) قرأها اليماني كما في مختصر الشواذ / ٩٠/. ومعاذ القارئ، والجحدري، وابن السميفع كما في زاد المسير ٥/ ٣٢٨.
(٣) انظر هذه المعاني متفرقة في معاني الفراء ٢/ ١٩٣. وجامع البيان ١٦/ ٢٢٢. ومعالم التنزيل ٢/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>