للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي {عَنِ} وجهان - أحدهما: حرف جر، وموضعه نصب على الحال. والثاني: هو اسم، أي: جانب اليمين (١).

والشمائل: جمع شمال. و {سُجَّدًا} حال من الظلال، وهو جمع ساجد.

{وَهُمْ دَاخِرُونَ} حال أيضًا إما من الظلال على قول من جوز حالين من ذي حال واحد، أو من المنوي في {سُجَّدًا} على قول من لم يجوز ذلك، أو على قولهما جميعًا.

وجُمِعَ بالواو والنون لأمرين: إما لأن الدخور من أوصاف العقلاء، أو على وجه التغليب، لأن في جملة ذلك من يعقل.

ومعنى {دَاخِرُونَ}: صاغرون، يعني سجود اضطرار لا اختيار، قال أبو إسحاق: يعني أن هذه الأشياء مجبولة على الطاعة (٢).

وقيل: {دَاخِرُونَ}: خاضعون (٣).

وقرئ: (أَو لم يروا) بالياء النقط من تحته (٤)، ردًا على ما قبله من لفظ الغيب وهو قوله: {أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} إلى قوله: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} وقرئ: بالتاء النقط من فوقه (٥)، على وجه الخطاب للجميع.

وقرئ: (تَتَفَيَّأُ) بالتاء على تأنيث الجماعة، وبالياء (٦) على تذكير


(١) انظر الوجهين في التبيان ٢/ ٧٩٧ أيضًا.
(٢) معانيه ٣/ ٢٠٢.
(٣) هي بمعنى الأول، قال أبو عبيدة: دخر فلان لله، أي: ذلّ وخضع. انظر مجاز القرآن ١/ ٣٦٠. وجامع البيان ١٤/ ١١٦. والنكت والعيون ٣/ ١٩١.
(٤) أكثر العشرة على الياء كما سوف أخرج.
(٥) قرأها حمزة، والكسائي، وخلف. انظر القراءتين في السبعة / ٣٧٣/. والحجة ٥/ ٦٦. والمبسوط / ٢٦٤/.
(٦) قرأ البصريان بالتاء، وقرأ الباقون بالياء. انظر مصادر القراءة السابقة نفسها مع التذكرة ٢/ ٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>