الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

وقيل: الباء بمعنى مع، أي: فمع إغوائك إياي (١).

وقيل: هي بمعنى اللام، أي: فلإِغوائك إياي (٢).

ولا يجوز أن تكون متعلقة بقوله: (لأقعدن) كما زعم بعضهم؛ لأن لام القسم تمنعه من ذلك، لم يُجز أهل العربية: والله بزيدَ لأَمُرَّنَّ (٣).

والثاني: أنها للقسم بمعنى: فأقسم بإغوائك إياي لأفعلن كذا وكذا (٤).

وقيل: (ما) استفهامية، كأنه سأل ربه بأي شيء أغواه؟ ثم ابتدأ: {لَأَقْعُدَنَّ} (٥)، وإثبات الألف إذا أدخل حرف الجر على ما الاستفهامية لا يكون في حال السعة والاختيار، وإنما يكون في الشعر نحو:

٢٢٠ - عَلَى ما قامَ يَشْتِمُنُي لَئيمٌ ... كخِنْزيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ (٦)

وقوله: {صِرَاطَكَ} في انتصابه وجهان:

أحدهما: على الظرف كقوله:

٢٢١ - ..................... ... كما عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ (٧)

(١) قاله ابن عطية ٧/ ٢١.
(٢) ذكره الطبري ٨/ ١٣٤. والعكبري ١/ ٥٥٩.
(٣) انظر الكشاف الموضع السابق.
(٤) ذكره الطبري ٨/ ١٣٣. والزمخشري في الموضع السابق.
(٥) ذكره الزمخشري ٢/ ٥٥ - ٥٦. وحكاه ابن عطية ٧/ ٢١ عن تفسير الطبري.
(٦) البيت لحسان - رضي الله عنه - من قصيدة له في الهجاء كما في شرح ديوانه /١٩٦/. وانظر البيت بهذه القافية أيضًا في معاني الفراء ٢/ ٢٩٢. والكشاف ٤/ ١٧٦. وابن يعيش ٤/ ٩ ورواه ابن جني في المحتسب ٢/ ٣٤٧ بقافية: (دمان) بدل (رماد)، وتبعه ابن هشام في المغني / ٣٩٤/.
وابن الشجري ٢/ ٥٤٧. وانظر الخزانة ٦/ ٩٩.
(٧) شاهد شعري من قصيدة طويلة لساعدة بن جُؤَيَّة الهذلي، وتمامه:
لَدْنٌ بِهَزِّ الكفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ ... فيه .......................
وانظره في كتاب سيبويه ١/ ٣٦. وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٠. والكامل ١/ ٤٧٤. وجامع البيان ٨/ ١٣٥. وإعراب النحاس ١/ ٦٠٢. وإيضاح الشعر / ٤٨٦/. والخصائص ٣/ ٣١٩. والمخصص ١٤/ ٧٨. والإفصاح / ٢٤٣/. والكشاف ٢/ ٥٦. والبيت في وصف رمح، =