للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَقام الفاعل مستكن في فعل الشرط وهو يعود إلى العذاب، أي: من يصرف عنه العذاب يومئذ فقد رحمه الله.

و{يَوْمَئِذٍ}: ظرف ليصرف، أو للعذاب، ولك أن تقيم {يَوْمَئِذٍ} مُقام الفاعل. وفي الكلام حذف مضاف وهو المصروف، وإنما حذف لكونه معلومًا وهو العذاب، أي: من يصرف عنه عذاب يومئذ فقد رحمه، و {يَوْمَئِذٍ} مبني على الفتح.

وقرئ: (من يَصرِف) بفتح الياء وبكسر الراء على البناء، للفاعل (١) وهو الله جل ذكره، والمصروف إما العذاب، أي: من يصرف الله عنه العذاب في ذلك اليوم فقد رحمه، وإنما تُرك ذكر المصروف لكونه معلومًا أو مذكورًا قبله في قوله: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ} (٢)، وإمّا {يَوْمَئِذٍ}، أي: من يصرف الله عنه ذلك اليوم، أي: عذابَه أو هولَه، فحذف المضاف.

فإن قلت: أين الراجع إلى المبتدأ الذي هو (من)؟ قلت: الضمير في (عنه) وفي (رحمه).

وقد جوز أن تكون (مَن) في موضع نصب بيصرف على قراءة من فتح الياء. والضمير في (عنه) للعذاب (٣)، على معنى: أي إنسان أو شخص يصرف الله عنه العذاب في ذلك اليوم فقد رحمه. والوجه هو الأول، وعليه الجمهور.

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧)}:


(١) قراءة صحيحة أيضًا، قرأ بها حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف، وعاصم برواية أبي بكر. انظر السبعة/ ٢٥٤/، والحجة ٣/ ٢٨٥، والمبسوط / ١٩١/، والتذكرة ٢/ ٣٢١.
(٢) من الآية السابقة.
(٣) جوزه أبو البقاء ١/ ٤٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>