(٢) هذا الاعتراض غير وجيه؛ لأن ما بعد الفاء لا يمتنع عملُه فيما قبلها، لوجود أدلة على ذلك منها: قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} فاليتيم، والسائل كلاهما معمولان لما بعد الفاء. ومنه: قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} فإنَّ ما بعد الفاء عَمِل فيما قبلها. وإن قلنا بقول المبرد فالظروف والمجرورات لا يدخلان فيما ذكره؛ لأنهما يتعلقان بكل ما فيه رائحة الفعل؛ ولأنه يُتوسع فيهما ما لا يُتوسع في غيرهما. (٣) سورة آل عمران: الآية ١٣٣. (٤) سقطت من (ت). (٥) أي: إلا المسارعة والتعجيل. (٦) أي: فعل الله تعالى. (٧) سورة البقرة: الآية ١٤٨. (٨) انظر: نهاية الوصول ٣/ ٩٦٤.