بسم الله الرحمن الرحيم أحمد من أقام لمذهب أحمد أحمد مذهب من وضح مسالك مناسكه بغاية الإِقناع ونهاية المطلب، فهو المغني عمن سواه، والكاف لمن توكل عليه [و] رجاه، والصلاة والسلام على مبدأ الكمال ومنتهاه، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. أما بعد: فقد أطلعني الأخ الفاضل والمحصل الكامل المتحلي بالمحاسن، والمتخلي عن المساوئ الشيخ أسعد النابلسي العنبتاوي في وروده لأداء فريضة الإسلام وزيارة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام على هذا المنسك النفيس، والتأليف الذي يقر له كل مرؤوس ورئيس، لنادرة عصره، وزينة أهل دهره في مصره، الملحوظ بالمدد الأبدي! . أخي وحبيبي الشيخ عبد الغني اللبدي، فطربت حين رأيته لؤلؤة زهرا، ولو كنت على وضوء لسجدت لله شكرًا، حيث أوجد هذا الفاضل في هذا الزمان، وألهمه تحقيق تدقيق فروع إمام السنة فتى شيبان، وقد قل محققوه في هذا الجيل، وصاروا مصداق ما قيل: إن الكرام قليل، فواليت الحمد لله سبحانه، وسألته أن يعلي قدر هذا الفاضل، ويعظم شأنه، وأن يوالي عليه فضله وإحسانه، وقد كنت أتفرس فيه هذا وأكثر، منذ كان مجاورا بالجامع الأزهر، وأرجو من كرم الله أن يظهر أعلى مظهر، ممتعًا بالأهل والمال والحال، مبلغًا من كل خير غاية الآمال، وكتبه الفقير الحقير محمد بن عبد الله بن حميد المتشرف بخدمة إفتاء الحنابلة. وإمامة مقامهم في المسجد الحرام، كان الله له في كل مرام، بجاه سيد الرسل الكرام (١) وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأكمل السلام آمين في ٢٧
(١) لا يجوز التوسل بجاه الرسول -صلى الله عليه وسلم-.