للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن رجب في حق مؤلفه: انتفع بتصانيفه المسلمون عمومًا، وأهل مذهبه خصوصًا، وانتشرت واشتهرت بحسن قصده وإخلاصه في تصنيفها، ولا سيما كتاب "المغني" فإنه عظم النفع به، وكثر الثناء عليه. انتهى.

ولذا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الشافعي: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل "المحلى" و"المجلى"، وكتاب "المغني" للشيخ موفق الدين ابن قَدامة في جودتهما وتحقيق ما فيها (١).

وذكر عنه أيضًا أنه قال: لم تطب نفسي بالفتيا حتى صار عندي نسخة "المغني".

وذكر ابن رجب عن الناصح ابن الحنبلي أن الموفق حج سنة ٧٤ (٢) ورجع من (٣) وفد العراق إلى بغداد، وأقام بها سنة، فسمع درس. ابن المني، قال: وكنت أنا قد دخلت بغداد سنة اثنين وسبعين، فاشتغلنا جميعًا على الشيخ أبي الفتح، ثم رجع إلى دمشق، واشتغل بتصنيف كتاب "المغني في شرح الخرقي"، فبلغ الأمل في إنهائه، وهو كتاب بليغ في المذهب، عشر مجلدات، تعب عليه، وأجاد فيه، وجمّل به المذهب.

وقرأه عليه جماعة، وذكر عن الحافظ ضياء الدين المقدسي أنه قال: رأيت الإِمام أحمد بن حنبل في النوم وألقى عليَّ مسألة في الفقه فقلت: هذه في الخرقي، فقال: ما قصر صاحبكم الموفق في شرح الخرقي.


(١) ذيل الطبقات (٢/ ١٤٠).
(٢) سنة ٥٧٤.
(٣) في الهامش ما نصه: "لعله مع".

<<  <   >  >>