٩٨ - وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: رَكِبَ الْفَرَزْدَقُ بَغْلَتَهُ، فَمَرَّ بِنِسْوَةٍ، فَلَمَّا حَاذَاهُنَّ ضَرَطَتْ بَغْلَتُهُ، فَضَحِكْنَ مِنْهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ، فَقَالَ: لَا تَضْحَكْنَ، فَمَا حَمَلَتْنِي أُنْثَى إِلَّا ضَرَطَتْ. فَقَالَتْ لَهُ إِحْدَاهُنَّ: مَا حَمَلَكَ أَكْثَرَ مِنْ أُمِّكَ، فَأَرَاهَا قَدْ قَاسَتْ مِنْكَ ضُرَاطًا كَثِيرًا؛ فَحَرَّكَ بَغْلَتَهُ وَهَرَبَ ["الأغاني" ٢١/ ٣٥٦].
٩٩ - وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ أَيْضًا، قَالَ: اجْتَمَعَ الْفَرَزْدَقُ وَجَرِيرُ عِنْدَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، فَرَجَاهُ أَنْ يُصْلِحَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَكَافَّا، فَقَالَ لَهُمَا: وَيْحَكُمَا! قَدْ بَلَغْتُمَا مِنَ السِّنِّ مَا قَدْ بَلَغْتُمَا، وَقَرُبَتْ آجَالُكُمَا، فَلَو اصْطَلَحْتُمَا وَوَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا لِصَاحِبِهِ ذَنْبَهُ! فَقَالَ جَرِيرُ: [أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! إِنَّهُ يَظْلِمُنِي وَيَتَعَدَّى عَلَيَّ، فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: ] أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! إِنِّي وَجَدْتُ آبَائِي يَظْلِمُونَ آبَاءَهُ فَسَلَكْتُ طَرِيقَهُمْ فِي ظُلْمِهِ. فَقَالَ بِشْرُ: عَلَيْكُمَا لَعْنَةُ اللهِ! لَا تَصْطَلِحَانِ وَاللهِ أَبَدًا ["الأغاني" ٢١/ ٣٥٧].
١٠٠ - وَقَالَ مَعْمَرُ بْن الْمُثَنَّى: كَانَ الشُّعَرَاءُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي قَيْس، وَلَيْسَ فِي الإِسْلَامِ مِثْل حَظِّ تَمِيمٍ فِي الشِّعْرِ، وَأَشْعَرُ تَمِيمٍ جَرِيرُ وَالفَرَزْدَقُ وَ [مِنْ بني تَغْلِبٍ] الأَخْطَلُ ["الأغاني" ٢١/ ٢٨٤].
١٠١ - وَسَمِعَ الْفَرَزْدَقُ رَجُلًا يَقْرَأُ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ} (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا هَكَذَا! فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ "عَزِيزٌ حَكِيمٌ". فَقَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي. وكَانَ أُمِّيًّا ["الأغاني" ٢١/ ٣٦٢].
* * *
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute