٧١ - وَحُكِيَ أَنَّ الْبُهْلُولَ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَعِنْدَهُ عُلَيَّان الْمَجْنُون، فَكَلَّمَهُمَا الرَّشِيدُ، فَأَغْلَظَا عَلَيْهِ فِي القَوْلِ، فَأَمَرَ بِالنَّطْعِ وَالسَّيْفِ، فَقَالَ عُلَيَّان: كُنَّا مَجْنُونَيْن، فَصرْنَا ثَلَاثَة! فَضحِكَ الرَّشِيدُ وَعَفَا عَنْهُما.
٧٢ - وَحُكِيَ أَنَّ أَعْرَابِيًا رَاوَدَ امْرَأَةً عَنْ نَفْسِهَا، فَأَنْعَمَتْ لَهُ بِالْوِصَالِ، فَلَمَّا قَعَدَ بَيْنَ شُعُبِها قَامَ عَنْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: يَا هَذَا! مَا الَّذِي اعْتَرَاكَ وَقَدْ بَلَغْتَ مُنَاكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا يَبِيعُ جَنَّةً عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ بِأُصْبُعَيْنِ بَيْنَ فَخِذَيْكَ لَقَلِيلُ الْبَصَرِ وَالْمَعْرِفَةِ.
٧٣ - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْمَجَانِينِ: هَلْ لَكَ فِي الشَّرَابِ؟ فَقَالَ: إِنَّ الْعَاقِلَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حَتَّى يَتَشَبَّهَ بِي، فَإِذَا شَرِبْتُهُ فَبِمَنْ ذَا أَتَشَبَّهُ؟
٧٤ - وَقَالَ الْمَنْصُورُ لِعَامِلٍ بَلَغَهُ عَنْهُ خِيَانَةً: يَا عَدُوَّ اللَّهِ! وَعَدُوَّ أَمِير المُؤْمِنينَ! وَعَدُوَّ المُسْلِمِينَ! أَكَلْتَ مَالَ اللهِ، وَخُنْتَ خَلِيفَةَ اللهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ! إِذَا لَمْ يَسْمَحْ خَلِيفَةُ اللهِ لِعِيَالِ اللهِ بِالأَكْلِ مِنْ مَالِ اللهِ فَمِنْ أيِّ مَالٍ يَأْكُلُون؟ فَضَحِكَ مِنْهُ، وَأَطْلَقَهُ، وَأَمَرَ أَنْ لَا يُوَلَّى بَعْدَهَا عَمَلًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute