للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيّئ الخلق فداره) من المداراة وهى الملاطفة والمخاتلة وضمير المفعول للرقيب (قلت: دعنى وجهك الجنة حفّت بالمكاره) اقتباسا من قوله عليه السّلام (حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات (١)) أى أحيطت يعنى لا بد لطالب جنة وجهك من تحمل مكاره الرقيب كما أنه لا بد لطالب الجنة من مشاق التكاليف.

(وهو) أى الاقتباس (ضربان) أحدهما (ما لم ينقل فى المقتبس عن معناه الأصلى كما تقدم) من الأمثلة (و) الثانى (خلافه) أى ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلى ...

===

عنك (وقوله: سيّئ الخلق) أى: قبيح الطبع غليظه (والمخاتلة) بالخاء المعجمة والتاء المثناة فوق أى: المخادعة وفى بعض النسخ والمحايلة بالحاء المهملة والياء التحتية وهى المخادعة أيضا والتحيل

(قوله: وضمير المفعول) أى: وهو الهاء فى داره

(قوله: دعنى) أى: اتركنى من الأمر بمداراة الرقيب وملاطفته

(قوله: وجهك) مبتدأ خبره الجنة، وما بعدها حال منها بإضمار قد والمعنى على التشبيه

(قوله: أى أحيطت) أى: كل منهما بما ذكر فلا يتوصل لكل منهما إلا بارتكاب ذلك، بمعنى أنه لا يوصل للجنة حتى يرتكب مشاق المجاهدة والتكاليف والنار تجلب إليها الشهوات فصارت لكونها توصل إليها بسبب حملها على المعصية كالشىء المحيط بغيره فلا يوصل إليه إلا منه

(قوله: لطالب جنة وجهك) من إضافة المشبه به للمشبه

(قوله: من تحمل مكاره الرقيب) ولا ينفع فيه مداراته ولا ملاطفته

(قوله: وهو ضربان) أى: الاقتباس من حيث هو ضربان

(قوله: ما لم ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلى) أى: بل أريد به فى كلام المقتبس بكسر الباء معناه الأصلى المفهوم منه بعينه

(قوله: عن معناه الأصلى) المراد به المفهوم منه وإن كان الماصدق مختلفا فما صدقه فى القرآن والحديث غيره فى هذا الكلام الواقع من هذا الشاعر مثلا والمفهوم واحد، فحينئذ يكون الاستعمال حقيقة؛ لأنه مستعمل فى مفهومه وإن اختلف الماصدق بخلاف ما إذا نقل فإنه يكون مجازا

(قوله: كما تقدم من الأمثلة) أى: فإن قوله: كلمح البصر أو هو أقرب أريد به ذلك المقدار من الزمان كما


(١) أخرجه مسلم (٥/ ٦٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>