للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسامح. (و) الواحد (العقلى كالعراء عن الفائدة، والجرأة) على وزن الجرعة- أى: الشجاعة، وقد يقال: جرؤ جراءة- بالمد (والهداية) أى: الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب ...

===

فى الخفاء ونكهته كالعنبر فى طيب الرائحة وريقه كالخمرة فى لذة الطعم وجلده كالحرير فى لين الملمس

(قوله: تسامح) وجهه: أن الخفاء والطيب واللذة أمور عقلية غير مدركة بالحواس، وإنما المدرك بالسمع الصوت الخفىّ لا الخفاء وبالشم رائحة الطيب لا الطيب وبالذوق طعم الخمر لا لذته، فقد أثبت ما للموصوف للصفة أو عبّر باسم اللازم عن الملزوم، فأطلق الخفاء وأراد الصوت الخفى، وطيب الرائحة وأراد الرائحة الطيبة، وبلذة الطعم عن الطعم اللذيذ

(قوله: والواحد العقلى) أى: ووجه الشبه الواحد العقلى وتحته أربعة؛ لأن طرفيه إما حسيان أو عقليان أو المشبه به حسى والمشبه عقلى أو عكسه؛ فلذا مثل له المصنف بأمثلة أربعة

(قوله: كالعراء) بالمد أى: الخلو

(قوله: على وزن الجرعة) بضم الجيم- كحسوة وزنا ومعنى وهو ملء الفم من الماء، والجرأة مصدر جرؤّ كظرف، ويقال فى مصدره أيضا: جراءة- بالمد وفتح الجيم- كما قال الشارح: ككراهة، ويقال فيه أيضا جرائية ككراهية، ويقال فيه أيضا جرة ككرة، وأما جراءة- بضم الجيم والمد- فهو لحن.

(قوله: أى الشجاعة) تفسير الجرأة بالشجاعة مبنىّ على اصطلاح اللغويين من ترادفهما، وأن اقتحام المهالك سواء كان صادرا عن رويّة أو لا يقال: جرأة وشجاعة، وهذا خلاف اصطلاح الحكماء من أن الجرأة أعم من الشجاعة؛ لأن الاقتحام المذكور إن كان عن رويّة فهو شجاعة، وأما الجرأة فهى اقتحام المهالك مطلقا، واعلم أن الشجاعة كما تطلق على الملكة كما تقدم تطلق على آثارها من اقتحام المهالك، وحينئذ فلا اعتراض، وإنما عبر المصنف بالجرأة دون الشجاعة مع اشتهار جعلها وجه شبه فى تشبيه الإنسان بالأسد لأجل صحة المثال على كل من اصطلاح الحكماء واللغويين ولو عبر بالشجاعة لورد عليه أن المثال إنما يصح على مذهب اللغويين لا على مذهب الحكماء لاختصاص الشجاعة بالعقلاء- تأمل.

(قوله: أى: الدلالة) قال عبد الحكيم: فسر الهداية على مذهب الاعتزال متابعة للسكاكى ولأنه الأنسب فى تشبيه العلم بالنور فى كون كلّ منهما موصلا إلى شىء

<<  <  ج: ص:  >  >>