للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي دراسة التاريخ الكنسي في هذا الوقت ما يدفع هذه الفرية من أساسها.

هذا إذن هو المشهد الحي الذي يمتد أمام نظر المشاهد، فحيثما اتجه وجد ضلالًا يحتاج إلى الهداية، وانحرافًا يتطلب التقويم، ولن يجد أبدًا نموذجًا أخلاقيًا ودينيًا يصلح لأن ينقله محمد أو ينبني عليه نظامه الإصلاحي.

* أما الاتصال بالكتب المقدسة؛ فغير ممكن لأمور:

١ - أنَّ محمدًا لم يكن يقرأ ويكتب، وليس هناك ما يدل على أنه قرأ كتابًا قط (١).

٢ - أن الكتب السماوية في ذلك الوقت لم تكن مكتوبة بالعربية.

* ولا يمكن أن يكون القرآن قد أُخذ عن شعر بعض العرب، كأمية بن الصلت وغيره لأمور:

١ - قد نفى القرآن أن يكون شعرًا، وبالتأمل في شعر بعض الشعراء سنجد أنهم كانوا يصفون أمورًا كشرب الخمر، وهو ما لا نجد له أثرًا في القرآن.

٢ - أن العرب الذين هم أهل الفصاحة والمعرفة، لم يدع أحدٌ منهم أن القرآن مسروق أو منحول من الشعر الموجود في ذلك العصر أيًّا كان قائله.

* ولا يمكن أن يكون القرآن ثمار التأملات الشخصية للنبي ، لأمور:

١ - أن في القرآن من المعلومات ما لا يخضع لمثل هذه التأملات، كالتاريخ والقصص الموجود في القرآن.

٢ - أن تفاصيل المعلومات المبثوثة في القرآن، كصفات الله المتعددة، وأسمائه الحسنى، والمصير الذي ينتظر الإنسان بعد موته، وغير ذلك من التفاصيل المبثوثة في القرآن، مع عدم تراجعه عن أي حقيقة من تلك الحقائق، كل ذلك لا يمكن أن يبلغه العقل مهما بلغ من الصفاء والقوة.


(١) أجاب المؤلف عن بعض الشبه الاستشراقية في هذا الموضوع، (١٤٩).

<<  <   >  >>