المملكة وإعادة الديانة فيها، ثم نظم الكود المشهور، وغض طرفه عن أمر الجمعيات وجرائد الحوادث، ونحو ذلك من الأمور الموجبة لهيجان الفتن.
واجتهد فى أسباب اتحاد كلمة الأمة، إذ هى أساس القوة، فسارت الأمة على الطريق الذى حده لها لما فيه من الفوائد.
وبعد قليل اتسعت دائرة التربية وانتشرت فيهم العلوم والمعارف والصنائع والفلاحة والتجارة. وفى عهد قريب اكتسبت الدولة رونق البهجة والسعادة، ثم إنه لم يقتصر على هذه الإجراءات الداخلية، بل لأجل حفظ الدولة أضاف البيومونيتين إلى فرانسا وضمهم لحزبه. ولما صار إليه الأمر فى هذه الملل وبيده الحل والعقد يتصرف فيها كيف يشاء-جعل نفسه رئيس مجلس السنباتو عشر سنين، وأمكنه أن يغير كثيرا من العوائد والرسوم والقوانين القديمة المتخذة عن الجهات الشمالية، ويعوضها بغيرها على حسب مرامه.
وفى ظرف أربع سنين متوالية غير القوانين المعروفة بالكونسيتسبون ثلاث مرات، ففي الأولى جعل لنفسه عشر سنوات أخرى غير الماضية، وفى الثانية جعل نفسه قنصلا وبيده كامل التصرفات مدة حياته، وفى الثالثة جعل معه قنصلين آخرين بحسب الظاهر. وهذه الدرجة الرفيعة كان كثير من أكابر فرانسا متطلعا إليها، فمن ذلك تحزبت أحزاب كثيرة وأضمروا قتله وكمنوا له فى جهات متعددة فلم ينالوه بسوء؛ لفهمه ما هم عليه من الحسد ونية الغدر، فكان لا يشغله أمر الأحكام العمومية عن أمرهم، فكانت الضبطية تأتيه بالأخبار فى أوقاتها من جميع جهات الحكومة، وكانت الجواسيس تنقل له جميع ما يقال فى مجامعهم، فكان على بصيرة من الحوادث الداخلية وغيرها.
وكان يعجل عقوبة من يثبت عنه شئ من التجرى والعدوان، سواء كان شريفا أو وضيعا، فالبعض كان ينفيه إلى البلاد البعيدة، والبعض كان يقتله، كما حصل لبعض أفراد العائلة الملوكية الدوك وانصيان، الذى حصرته العساكر وقتل بالرصاص فى قلعة وانسين.