وينابيع ذلك الماء واقعة على بعد أربعة كيلو مترات من شاطئ النيل وارتفاع أرضها عن الأرض المزروعة سبعة وعشرون مترا، وارتفاعها عن البحر الأبيض المتوسط سبعة وخمسون مترا وهو ارتفاع أرض محطة السكة هناك، وعدد الينابيع التى استكشفت واستعملت الآن عشرة، والحمامات المعدة للاستحمام مركبة من أربع وعشرين خلوة مشيدة على الينبوعين الكبيرين الواقعين فى الجهة/الجنوبية، والماء وارد إليهما من خمسة ينابيع أصلية تكاد تكون موضوعة على خط واحد مستقيم.
وقد وجد حكماء الفرنج لما هذه الينابيع شبها بماء حمامات مدينة اكس لشبيل من مملكة فرنسا وقد حللها جستنيل بيك فرأى أن المتر الواحد منه يحتوى على المقادير المبينة بهذا من الغازات.
٠،٠٤٤ حمض الكبريت ادريك
٠،١٢٠ حمض ااكربونيك
ولم يمكن تعيين كمية الأزوت بالضبط وأما ما وجد فيه من المواد الجامدة فهو:
٠،١٨٨ كلورور الكالسيوم
١،٨١٢ كلورور المانيزيوم
٣،٢٤٠ كلورور الصوديوم
٠،٥٦٠ كربونات الجير
ويوجد فى هذا الماء زيادة على ما ذكر قليل جدا من أملاح الحديد ومن حمض الكربونيك.
وقال علماء الطب أن هذا الماء مسهل واستعماله جيد لأصحاب أمراض الجهاز الهضمى كالنزلات المعدية والمعوية والإمساك المستمر وتكوين الأرياح فى البطن وفى ضعف الهضم وأمراض المسالك البولية كالنزلات المزمنة، وفى أمراض الكبد كاحتقانه والتهابه المزمن وحالته الشحمية وضخامته وأمراض الطحال واحتقانات المخ، وفى الأمراض الناتجة عن تغير فى التغذية كالسمن المفرط، وداء النقرس والبول السكرى وداء السدد وبعض أمراض عصبية وأمراض القلب، وقد كان ظهور هذه الينابيع الكبريتية والمعدنية الملحية من أجزل نعم الله ﷾ على قطرنا، كما أنعم على غيرنا من سكان قارة (أوروبا) وكان سببا فى اتساع ثروتها وغناها لحسن تدابيرهم فى