والصواب ما ذكرنا، ويشهد له ما يأتي. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١٧١) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه، وفاته عزو الحديث لأحمد والترمذي. وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (٧/ ٢٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١٢٠٢ رقم ٦٧٨٠)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "الدر المنثور" (٣/ ١٧٣)، و"تخريج أحاديث الكشاف" (١/ ٤٢٢) من طريق عبد الله بن صالح أبي صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بنحوه. قلنا: وهذا سند حسن، وقد تقدم قريباً الكلام على رجاله ورَدِّ من أعلَّه، فراجعه. وزاد السيوطي نسبته لابن المنذر. (١) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠/ ٧٧، ٧٨ رقم ١٠٠١١)، والبزار في "البحر الزخار" (٤/ ٣٢٥ رقم ١٥١٣)، والحاكم (٤/ ١٤٣، ١٤٤) جميعهم من طريق سليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود به. قلنا: وسنده ضعيف؛ فيه سليمان بن قرم؛ سيئ الحفظ، يتشيع؛ كما في "التقريب" (١/ ٣٢٩). قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!!. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٨): "في "الصحيح" بعضه، ورجاله ثقات". وهو وهم منهم جميعاً ﵏. وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (٤/ ١٩١٠ رقم ٢٤٥٩) -مختصرًا- بلفظ: "لما نزلت هذه الآية: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٣)﴾ قال لي رسول الله ﷺ: "قيل لي: أنت منهم".