أما الترمذي؛ فعلق علة الحديث على أشعث هذا -وهو متروك-، وكلامه غير صحيح؛ لأن أشعث هذا توبع، تابعه عمرو بن قيس الملائي عند الطيالسي، وهو ثقة من رجال مسلم. وغفل الترمذي عن علة الحديث الحقيقية، وهي: أن مداره على عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف؛ كما قال الحافظ في "التقريب" (١/ ٣٨٤). وأما العقيلي؛ فكلامه متعقب بما أخرجه الدارقطني -ومن طريقه الواحدي (ص ٢٣) -، وابن مردويه؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (١/ ١٦٣، ١٦٤)، والحاكم (١/ ٢٠٦)، والبيهقي (٢/ ١٠)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (١/ ٩٠، ٩١ رقم ٣١٩) من طرق عنه أنه قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر في ليلة مظلمة، فلم ندر أين القبلة، فصلى كل رجل حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله ﷺ؛ فنزل: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ]. قلنا: وسنده حسن في الشواهد، ويرتقي الحديث بمجموع ذلك إلى الحسن، والله أعلم. والحديث ضعفه الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ١٦٣). وقال الشيخ أحمد شاكر ﵀ في تعليقه على "تفسير ابن جرير" (٢/ ٥٣١): "وأرى أنه حديث ضعيف"، مع أنه حسنه في تعليقه على "سنن الترمذي" (٢/ ١٧٧)، وكأنه تراجع، وهو الصواب. والحديث حسّنه لغيره شيخنا العلامة الألباني ﵀ في "الإرواء" (رقم ٢٩١). (١) أخرجه مسلم (١/ ٤٨٦ رقم ٧٠٠) (٣٣ - ٤٤). (٢) أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٢/ ٦٠١ رقم ٢١٠): ثنا إسماعيل بن عياش =