(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (١/ ٣٥٦): ثنا ابن حميد ثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير به. قلنا: وسنده ضعيف جداً؛ فيه علل: الأولى: الإرسال. الثانية: جعفر بن أبي المغيرة؛ ليس بالقوي في سعيد بن جبير؛ كما قال ابن منده، وهو في غيره صدوق؛ كما في "ميزان الاعتدال" (١/ ٤١٧). الثالثة: محمد بن حميد؛ متهم. والحديث سكت عنه الحافظ في "العجاب" (١/ ٣١٣، ٣١٤). الراجح: أنها نزلت بسبب استمرار سفهاء اليهود في اتهام نبي الله سليمان ﵇ بالسحر؛ فأكذبهم الله بما أنزل على رسوله ﷺ، ومما يؤكد كذبهم وجود السحر في الأرض قبل سليمان؛ كسحرة فرعون -لعنه الله- الذين ناظرهم موسى ﵇، ومن المعلوم أن موسى كان مرسلاً قبل سليمان ﵇ بأزمان. قال الحافظ ابن كثير ﵀ في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ١٤١): "وتبعته اليهود على ملكه، وكان السحر قبل ذلك في الأرض لم يزل بها، ولكنه إنما اتبع على ملك سليمان، فهذه نبذة من أقوال أئمة السلف في هذا المقام، ولا يخفى ملخص القصة، والجمع بين أطرافها، وأنه لا تعارض بين هذه السياقات على اللبيب الفهم، والله الهادي". اهـ.