قال يحيى بن سعيد القطان: "قلت لعباد بن منصور: عمن أخذت حديث اللعان؟ قال: ثني إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس". وقال ابن حبان: "كل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم من أبي يحيى عن داود عن عكرمة". انظر: "الميزان" (٢/ ٣٧٧، ٣٧٨). قلنا: وإبراهيم هذا؛ متروك، بل كذبه جماعة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١١، ١٢): "ومداره على عباد بن منصور، وهو ضعيف". وسكت عنه الحافظ في "الفتح" (٨/ ٤٥٠، ٩/ ٤٤٥). وصححه الشيخ أحمد شاكر ﵀ وهو وهم. وضعفه شيخنا الألباني ﵀ في "ضعيف أبي داود" (رقم ٤٩٦). قال الترمذي في "العلل" (١/ ٤٧٤ رقم ١٨٢ - ترتيب أبي طالب): "فسألت محمداً -يعني: البخاري- عنه. قلت: روى عباد بن منصور هذا الحديث عن عكرمة عن ابن عباس مثل حديث هشام، وروى أيوب عن عكرمة أن هلال بن أمية مرسلاً؛ فأي الروايات أصح؟. فقال: حديث عكرمة عن ابن عباس هو محفوظ، ورآه حديثاً صحيحاً". وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨/ ٢٥٣٤ رقم ١٤١٨٣): ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا يونس بن محمد ثنا صالح بن عمر ثنا عاصم بن كليب عن أبيه حدثني ابن عباس؛ قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فرمى امرأته برجل، فكره ذلك رسول الله ﷺ، فلم يزل يردده حتى أنزل الله - تعالى -: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾ فقرأ حتى فرغ من الآيتين فارسل إليهما؛ فدعاهما، فقال: "إن الله ﷿ قد أنزل فيكما"، فدعا الرجل فقرأ عليه، فشهد أربع شهادات بالثه إنه لمن الصادقين، ثم أمر به؛ فأمسك على فيه، فوعظه، فقال له: "كل شيء أهون عليه من لعنة الله"، ثم أرسله، فقال: ﴿لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾، ثم دعا بها، فقرأ عليها، فشهدت أربع شهادات =