الدين؛ كما قال تعالى:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}[غافر: ١٦](١).
ومما تقدم نلاحظ أن محمد الخضر حسين قد اقتصر على الروايات الصحيحة دون الشاذة، حيث لم نجده يطرح قضية اختلاف القراءات. ونهجُه لهذا الخط جعله في غنى عن نقد بعض القراءات، وقد كانت موافقة القراءة للغة العربية من أهم الشروط التي حرص الشيخ على توافرها في القراءة، خاصة لغرض تفسير آيات الذكر الحكيم.
* الأخذ عن التوراة والإنجيل:
لم يختلف المعاصرون عن القدامى في الرجوع إلى التوراة والإنجيل في تفسيرهم للقرآن، فها هو محمد الخضر حسين يعتمدها في تفسيره لبعض الآيات، على غرار ما قاله في تفسير قوله تعالى:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}[الأعراف: ١٥٧].
"فهذه الآية صريحة في أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مكتوب في التوراة والإنجيل، والمراد بكتابته فيهما: ذكر مبعثه، ودعوته، وشيء من نعوته، وهذا المعنى موجود في الكتابين يقيناً. ومن البشائر الباقية في التوراة والإنجيل إلى هذا العهد. ما جاء في سفر التثنية من التوراة:(أقم لهم نبياً من وسط إخوتك مثلك، واجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به).
والنبي المماثل لموسى - عليه السلام - في الرسالة العظيمة، والشريعة المستأنفة هو سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإخوة بني إسرائيل هم العرب؛ لأنهما يجتمعان