للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"القاموس"، وصاحب "أساس البلاغة" أن الخاتم يكون بمعنى: الزينة.

ولعل الداعية يعلم أن القرآن الكريم انما يستشهد في تفسيره بكلام العرب، ويتيقن أن استشهاده بالعبارات التي ينقلها عن بعض الكتاب أو أصحاب المطابع، لا يتقبله أهل العلم، ولكنه يسوقها استهواء لقوم يجهلون آداب البحث، ولا يفرقون بين ما يصح أن يستشهد به في تفسير كتاب الله تعالى، وما لا يصح الاستشهاد به.

وخلاصة البحث: أن علماء اللغة يقولون: الخاتم بمعنى: الآخر، والمفسرون يقولون: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]؛ أي: آخرهم، وداعية القاديانية يزعم أن {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} بمعنى: زينتهم، أو سيدهم، أو أفضلهم. وانتظرنا منه أن يأتي بشاهد على هذا من كلام العرب، أو من كتب اللغة، أو من أقوال أئمة التفسير، فلم يفعل، وذهب يعارض أئمة اللغة والتفسير، بلغو من القول، كأنه لا يشعر أن القرآن الكريم قول فصل، وما هو بالهزل.

يفكر داعية القاديانية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين، ويذهب إلى أن {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} في الآية يستعمل بمعنى: أفضل النبيين، أو زينتهم، وأورد في الاستدلال على أن لفظ خاتم يستعمل بمعنى: أفضل، أو زينة حديثاً هو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس - رضي الله عنه -: "أنت خاتم المهاجرين في الهجرة، وأنا خاتم النبيين في النبوة".

وهذا الاستدلال مدفوع بأن الذي ورد في كتاب "أسد الغابة": أن العباس استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة، فقال له: "يا عم! أقم مكانك الذي أنت به، فإن الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم لي النبوة". وقرأنا في كتاب "الإصابة"؛ أن العباس "هاجر قبل الفتح بقليل"، وقرأنا في غزوة الفتح من