قال أحمد: وحدثنا حسين، حدثنا ابن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثله.
قال عبد الله بن أحمد: وهذا أرى فيه، عن أبيه، عن الأعرج، ولكن كذا كان في الكتاب فلا أدري، أغفله أبي، أوكذا هو مرسل. (البقرة)
٢٤ - قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا تقولوا: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذا القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التي يذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران، وكذا القرآن كله ". (١)
هذا حديث غريب لا يصح رفعه، وعبيس بن ميمون هذا هو أبو سلمة الخواص، وهو ضعيف الرواية، لا يحتج به. وقد ثبت في الصحيحين، عن ابن مسعود: أنه رمى الجمرة من بطن الوادي، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ثم قال: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة. أخرجاه. (البقرة)
٢٥ - وأما من زعم أنها دالة على معرفة المدد، وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم، فقد ادعى ما ليس له، وطار في غير مطاره، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف، وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته. وهو ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب المغازي، حدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن جابر بن عبد الله بن رئاب، قال: مر أبو ياسر بن أخطب، في رجال من يهود، برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة:{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}[البقرة: ١، ٢] فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود، فقال: تعلمون - والله - لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل الله عليه:{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} فقال: أنت سمعته؟ قال: نعم. قال: فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله
(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٣٦٢): (رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك)، قال الحافظ في " الفتح " (٩/ ٨٨): (في سنده عبيس بن ميمون العطار وهو ضعيف). وقال الذهبي في السير (٨/ ٢٧٧): (قال أحمد: له أحاديث منكرة. وقال ابن معين: متروك. وقال أيضا: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو داود: ترك. قلت: له في ابن ماجه حديث واحد). وهذا القول (لا تقولوا سورة البقرة ....) منسوب إلى الحجاج بن يوسف.