والسلطان عبد العزيز يتزحزح في مجلسه ويضرب السجادة بعصاه وصورة الكتابين هو أنه يريد مجاوبة للملك فيصل بن الحسين الذي يقول في كتابه: بناء على تعهدات الحكومة البريطانية في معاهدتي وأياها أقبل الاتفاق الذي عقد في مؤتمر المحمرة، والثاني يريد أن يكتب له جلالة الملك عبد العزيز صورة الكتاب الذي كتبه إلى الملك فيصل ويعيده عما بان واحدة من التعهدات المذكورة في ذاك الكتاب تتعلق بالمادة الأخرى من المعاهدات وفيها أن أية دولة أجنبية يجب أن تشمل أيضًا حكومات الحجاز والشرق العربي والعراق أي أن الحكومة البريطانية تتعهد أن تحمي بلاد نجد إذا ما تعدت عليها إحدى الحكومات الثلاث، فقال السلطان عبد العزيز وهو يتميز غيظًا ومن قال للمندوب السامي أن ابن سعود يخاف الشريف وأولاده لا والله نحن في غنى عن الحمايات إذا كان المعتدي علينا من العرب، وقد ساءه قول المندوب له بقلم من الرصاص على قصاصة من الورق، ماذا يجب أن يكتب للملك فيصل أو إلى الحكومة البريطانية، فلما دخل بعض رجال السلطان عليه وما كان عنده سوى المترجم في الفسطاط أومأ إلى الداخلين أن أخرجوا فخرجوا مسارعين وعاد هو إلى بقية حديثه قائلًا: لا نخاف إلا الله، فلما أن أذن المؤذن لصلاة الظهر نهض يلبي الدعوة وهو يقول سنصلي سنصلي فلما كان في آخر النهار من ذلك اليوم رفض السلطان عبد العزيز بتاتًا أن يكتب الكتابين الذين أشار بكتابتهما المندوب السامي، فلما كان في اليوم ١٢ من ربيع الثاني تم الاتفاق بين من ابن سعود وبين مندوب العراق على الحدود النجدية العراقية وتقررت بقعة الحياد بين البلدين، بقعة تدعى العونية، وفي هذا التحديد تقرر أيضًا مصير العمارات والظفير الداخلتين في أرض العراق المعدودتين الآن من عشائره.
والحقيقة أن هذه التحديدات ليست من الأمور التي يعتنى بها لا سيما في مثل هذا المؤتمر الملحوظ بعين التعظيم.
ثم في ١٣ ربيع الثاني تم الاتفاق بين السلطان والمندوب السامي والوكيل