وأخوكم يعطيكم أمان الله على ذلك ما زال الأمر ما يحوج للدفاع عن النفس والشرف، ثم ختم الجواب بما ابتدأ به.
ولما سار الوفد السعودي راجعًا من صنعاء في يوم الخميس الموافق حادي عشر ربيع الثاني عن تشديد منه على الإمام يحيى في طلب الأذن بالعودة لما لم يمكن للوصول إلى نتيجة مرضية للجانبين، ووصل الوفد إلى جيزان كتب الإمام يحيى إلى جلالة الملك بما حاصله أن قال:
وآخر ما كان عليه بيننا وبين الوفد المكرم في شأن الأراضي التهامية والعسيرية أن يكون إبقاؤهما على ما هي عليه الآن، وفي مسألة قتلى تنومة أن يكون تأخير الخوض فيها للمراجعة بيننا وبين حضرتكم، وفي شأن الإدريسي جعلناه بوجهنا وذمتنا أن لا نساعده على شقاق ولا نرضى له، فإن حدث منه حادث فيدنا مع يدكم عليه، ولا نراه يحدث نفسه بشقاق فقد عرف قدر نفسه وقدر أصحابه وأعوانه، وهو الآن منقطع بنفسه لا يخوض في شيء ويشكو لقلة المخصص له من حضرتكم فبالله تفضلوا بزيادة ألف ريال شهريًا له، ولعبد الوهاب وعائلاتهم وحاشيتهم فهم ذوو تكاليف ويعتادون كثرة الإنفاق فتفضلوا بتلك الزيادة ولكم الفضل، أما مسألة يام ونجران يا حضرة الملك عافاكم الله فأنتم تعلمون أنهم جزء من اليمن ما له مفصل بل هم مصاصة قبائل اليمن، وأطال بما لا فائدة فيه، فبعث إليه ابن سعود بهذا الجواب في ١٦ ربيع الثاني من هذه السنة:
أخي تقدم إليكم قبل هذا برقية عرفناكم فيها أن بوصول الوفد إلى جيزان وإخبارهم لنا بمضمون كتابكم نراجعكم بشأنه، ثم قال بعد ذلك:
أخي تفهمون أن الملك لله ليس لأحد، وإن الأمور ليست بالوراثة ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك، إلى أن قال:
أخي تعلمون أننا ما نعذر من جهة الله ولا من جهة الأمانة التي برقابنا، ولا من قبل الصداقة التي بيننا وبينكم حتى نقوم بالواجب، فإما أن ندرك المطلوب أو نعذر، وتعلمون أن شرفنا وشرفكم وديننا ما يسعنا إزائهم إلا القيام باللازم على