للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورحمة)).

ففي هذين الحديثين صرح الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يعرف ما يفعل به، وأنه لا يستطيع أن يدخل أحد بعمله الجنة إلا بفضل الله ـ حتى هو صلوات الله وسلامه عليه ـ وإذا كان الرسول كذلك لا يملك لنفسه دخول الجنة إلا برحمة الله، فتوجه المتصوفة إليه بالدعاء والاستغاثة يعتبر عبثاً وهراء، وما أوقعهم في هذا الشرك إلا حبهم للخرافة والابتداع والوقوع في حبائل الشرك.

وكيف يتوجه إليه المتصوفة بالدعاء والاستغاثة ويطلبوا منه أمورًا لا يجوز طلبها إلا من الله، وهو قد زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استأذنت ربي أن أستغفر لأمي؛ فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)).

وثبت أيضًا في صحيح مسلم أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: ((في النار) فلما قفى دعاه فقال له: ((إن أبي وأباك في النار)).

فانظر كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن ينفع والديه وهما أقرب الناس إليه، فكيف نتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغفر ذنوب من جاءوا إليه بعد موته، ويفرج همومهم من أولئك المتصوفة المخرفة الذين يتوجهون إليه بالدعاء والاستغاثة ضاربين بتلك الآيات التي تصف الداعي لغير الله أضل إنسان مثل قوله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>