ولولا أني خشيت أن أضيع ثغراً وضعني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حراسته لكانت نفسي فيها.
أي: تذكر وهو يصلي بأنه في وظيفة أمره الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقوم بها وهي حراسة الجيش النائم، فلو أنه استمر في الصلاة وقد راق له الاستمرار في هذه الصلاة لحلاوة المناجاة بين يدي الله عز وجل، لولا أنه خشي أنه إن استمر في الصلاة واستمر المشرك في رميه أن يكون هلاكه في هذه الصلاة، فتضيع الوظيفة فربما يهاجم العدو المسلمين، ولذلك هو قنع من الصلاة بركعتين، ولم يقنع بذلك خوفاً من الهلاك، لا، وإنما خوفاً من هلاك الصحابة فيما إذا هو مات وغدر بهم العدو.
إلى هنا تنتهي القصة، والشاهد منها أن بعض الأئمة يحتجون بحق بأن الدم لا ينقض الوضوء؛ لأنه لو كان ناقضاً لما استمر هذا الرجل في الصلاة، فيرد المخالف ويقول: هذا تصرف شخصي منه.
يقول للمردود عليهم: نعم، لكن هذا هو من أصحاب الرسول عليه السلام، ويجيبون فيقولون: ليس في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اطلع على ذلك، هنا الشاهد.
نحن نجيب بجوابين اثنين: على نحو ما سبق من الجواب عن قصة معاذ رضي الله عنه، ولكن هنا في شيء أقوى في أحد الجوابين مما سبق، وذلك هذا موظف من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بوظيفة فيصاب بهذه الجراحات وفي حالة من العبادة والصفاء النفسي، هل يمكن هذا أن يخفى على قائد الجيش، لو كان قائداً عادياً، فكيف وهو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، مستبعد جداً جداً أن يخفى وضع هذا الإنسان على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
إذاً: الراجح أنه عليه السلام اطلع على واقع هذا الإنسان، وبناء على ذلك لو