للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: نصيحتي لإخواننا المسلمين في سائر أقطار الدنيا هو العلم النافع والعمل الصالح .. العلم النافع لا يكون إلا مأخوذاً من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهي السنة الصحيحة الثابتة عنه، ثم هذا العلم لا يفيد المسلمين إلا إذا كما أشرنا آنفاً في بعض كلماتنا المتقدمة .. إلا إذا كان مقروناً بالعمل الصالح، ومما لا شك فيه ولا ريب فيه أن العمل ينقسم إلى قسمين: قسم يتعلق بذات الإنسان وبمن يلوذ به وممن له صولة ودولة عليه وأمر عليه، فهذا النوع من العمل الذي لا يعذر فيه المسلم إذا ما قصر في القيام به لأنه لا عذر له إطلاقاً، فليس للحاكم وليس للدولة سلطة عليه في حدود سلطته الخاصة به وبأهله، ولذلك فنحن ننصح بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يعمل المسلم بكل ما يستطيع أن يعمله، ويحاول أن يوسع دائرة عمله إلى الآخرين الذين قد يكونون بعيدين عنه، لكنه باستطاعته أن يصلهم بعلمه وبتوجيههم وهكذا، فالمسلمون اليوم فيما أفهمه وفيما ألمسه من واقع العالم الإسلامي اليوم وبخاصة في هذه السيطرة التي تسمى بماذا الحكم .. ?

مداخلة: نظام الأمن العالمي.

الشيخ: الأمن العالمي الجديد باعتقادي أن الآية المعروفة الآن وقتها ومحلها ألا وهي قوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: ١٠٥] ما نفكر نحن الآن تفكيراً عملياً مباشراً لتغيير حكم الحكام، إنما نفكر بتغيير عملي مباشر لحكمنا نحن على أنفسنا وعلى أهالينا، ولا شك ولا ريب أبداً أن المسلمين حينما يلتزمون هذا الخط فسيكون من آثار ذلك قيام المجتمع الإسلامي، وهنا أنا أعجب من أناس يفكرون بإقامة الدولة المسلمة دون أن يحققوا تلك الحكمة التي رويت عن بعض الدعاة الإسلاميين، ولكن أتباع هذا الداعي خالفوه في تلك الحكمة التي تقول: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم، فما لم يقم المسلمون دولة الإسلام في

<<  <  ج: ص:  >  >>