يشترك في المناداة بها الطائفة السلفية المنصورة، الإخوان المسلمون، وحزب التحرير غير المنصورين؛ لأنهم الصفات التي جاءت في السنة غير منطبقة عليهم لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة الإسلامية إلا بتعاون كل هذه الجماعات على أساس الكتاب والسنة أو على منهج السلف الصالح، أنا أقول: السلفيون المتخصصون في فقه الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ويحاولون أن يحملوا أنفسهم على الاقتداء بالكتاب والسنة في كل كبيرة وصغير، لا يفرقون بين ما كان فرضاً وما كان سنة، وما كان مستحباً، بل يفعلون من كل ذلك ما هم يستطيعون، بخلاف الآخرين الذين يقنعون بأن يتبعوا مذهباً من المذاهب، دون أن يعرفوا الصواب مما اختلف فيه الناس فهؤلاء السلفيون إذا ظلوا في هذا الجانب فقط، ثم لم يأخذوا بالجوانب من الفروض الأخرى، ولو بالتعاون مع الطوائف الأخرى، فهم أيضاً سيظلون مكانك راوح، فلابد إذاً من تعاون كل الجماعات كل باختصاصه، ولا شك أن أهم شيء مما ينبغي القيام به من الإصلاح هو ما عليه السلفيون في عالم الدنيا كلها؛ وهو تصفية هذا الإسلام مما دخل فيه، وتربية المسلمين على هذا الأساس، نحن لا ننكر القيام بالفرائض الكفائية، لكننا لا نبالغ فيها كما يبالغ الآخرون في ذلك، وعلى هذا الأساس إذا توحدت الجماعات وكل جماعة في اختصاصها مع جماعة أخرى تحت دائرة العمل في حدود الكتاب والسنة كما قلنا آنفاً ابتداء بقوله تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[النساء: ٥٩]، أنا أعتقد أنه يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، أما أن يظل كثير من الإخوان المسلمين يقولون: يا أخي هذه الدعوة تفرق الناس ولا تجمع، فنقول: شنشنة نعرفها من أخزم، والمشكلة أنهم لا يتعاونون مع هؤلاء الذين يقومون بواجب التصفية ويتهمونهم بأنهم يفرقون، فإذا تعاونت كل طائفة مع الأخرى كل في حدود