للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«لَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ»: أي لا يدخلون ابتداءً مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب؛ حتى يُطَهروا بالنار (١).

وقد اختلف أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه من أحاديث الوعيد على أقوال: القول الأول: هذا الوعيد فيمن استحل هذا الفعل.

القول الثاني: إن هذا من باب أحاديث الوعيد التي تُمر كما جاءت ولا يتعرض لمعناها.

وهذا القول قال عنه صاحب التيسير: باطل (٢)، وقال شيخنا ابن عثيمين: ضعيف (٣).

القول الثالث: لا يدخلون ابتداءً، ولكنهم يدخلون الجنة دخولًا يسبقه عذاب بقدر ذنوبهم، ثم مرجعهم إلى الجنة؛ وذلك لأن نصوص الشرع يُصدق بعضها بعضًا، ويلائم بعضها بعضًا.


وأبو يعلى في مسنده (١٣/ ٢٢٤) رقم (٧٢٤٨)، وابن حبان في صحيحه أيضًا (١٣/ ٥٠٧) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري،
والخرائطي في مساوئ الأخلاق ص (١٢٩) من طريق أبي غسان المسمعي.
والحاكم في المستدرك (٤/ ١٦٣) رقم (٧٢٣٤)، من طريق مسدد،
أربعتهم (علي بن المديني، ومحمد بن إسماعيل، وأبو غسان، ومسدد) عن المعتمر بن سليمان، عن الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه.
قال الحاكم: (صحيح الإسناد)، وأقرَّه الذهبي، وقال حسين أسد في تحقيق مسند أبي يعلى (١٣/ ٢٢٤): (إسناده حسن).
(١) ينظر: فيض القدير (٣/ ٣٢٦)، والتيسير بشرح الجامع الصغير (١/ ٤٧٨).
(٢) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (٣٥٠).
(٣) التعليق على صحيح مسلم (٢: ٢١٧).

<<  <   >  >>