للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسعود عن رسول الله قال: «ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع، حتى يطوق عنقه» ثم قرأ علينا رسول الله مصداقه من كتاب الله تعالى ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ الآية. هذا لفظ ابن ماجة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه أيضًا ابن خزيمة والحاكم.

وفي الصحيحين، عن الأحنف بن قيس قال: قدمت المدينة، فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه، فقام عليهم فقال: «بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه، ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل» قال: فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدًا منهم رجع إليه شيئًا. وذكر تمام الحديث، وهذا لفظ مسلم.

وفي رواية له، عن الأحنف بن قيس قال: كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر وهو يقول: «بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم» قال: ثم تنحى فقعد، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر، قال: فقمت إليه، فقلت: ما شيء سمعتك تقول قبيل؟ قال: ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم ، قال: قلت: ما تقول في هذا العطاء؟ قال: خذه فإن فيه اليوم معونة، فإذا كان ثمنًا لدينك فدعه.

وروى الطبراني عن ابن مسعود أنه قال: والله الذي لا إله غيره لا يكوى عبد بكنز، فيمس دينار دينارًا، ولا درهم درهمًا، ولكن يوسع جلده

فيوضع كل دينار ودرهم على حدته.