(٢) كلامه ﵀ عن الراديو وعدّه من المحرمات إنما هو من باب التحريم بالوصف؛ لما استقر عليه الحال وقت تصنيف الكتاب -وهو السبعينات بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة- حيث اتصفت عامة الإذاعات في تلك الفترة بنشر الباطل من الأغاني المحرمة، والدعايات المضللة لملل الكفر ومذاهبه، وانحصر الخير فيها في أوقات ضيقة قد تقتصر على الافتتاح ونحو ذلك، والحكم للأعم الأغلب. ومما يؤكد هذا أنه ﵀ بعد ظهور الإذاعات المتصفة بسلامة المنهج والمشتملة على الدعوة إلى الخير والفضيلة وما ينفع الناس في دينهم ودنياهم -كإذاعة القرآن الكريم- كان يحض على سماعها، والاستفادة من البرامج المنقولة عبرها، بل ويستمع إليها أحيانا، ولو كان يرى حرمة العين لما فعل ذلك.