للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدَّثنا محمدُ بن عليِّ بن الحسنِ، قال: سَمِعتُ عَبْدانَ يقولُ: قال عبد اللهِ بن المُباركِ: الإِسنادُ عِنْدي من الدِّينِ، لولا الإسنادُ لقالَ من شاءَ ما شاءَ، فإذا قِيلَ له: مَنْ حَدَّثكَ؟ بَقي (١).


= قلنا: والمختار هذا هو ابن أبي عُبيد الثقفي غلب على الكوفة في أول خلافة ابن الزبير، فأظهر محبة أهل البيت ودعا الناس إلى طلب قتلة الحسين، فتبعهم فقتل كثيرًا ممن باشر ذلك، أو أعان عليه، فأحبه الناس، ثم إنه زين له الشيطان أن ادّعى النبوة، وزعم أن جبريل يأتيه، فروى أحمد في "مسنده" (٢١٩٤٧) بسند حسن عن رفاعة الفتياني - نسبة إلى فتيان بطن من بجيلة - قال: دخلت على المختار، فألقى لي وسادةً، وقال: لولا أن أخي جبريل قام عن هذه، لألقيتها لك، قال: فأردت أن أضرب عُنُقَه، فذكرتُ حديثًا حدثنيه أخي عمرو بن الحمق، قال: قال رسول الله : "أيُّما مؤمِنٍ أمِنَ مؤمنًا على دمه فقتله، فأنا من القاتل بريء".
ورواه أحمد (٢١٩٤٨) بإسناد صحيح عن رفاعة ولفظه: قال: كنت أقوم على رأس المختار، فلما عرفت كَذِبَه، هممت أن أسل سيفي، فأضرب عنقه، فذكرت حديثًا حدثناه عمرو بن الحمق، قال: سمعت رسول الله يقول: "من أمِنَ رجلًا على نفسه فقتله أعطي لواء الغدر يوم القيامة".
قال الإمام الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٤/ ٨٠: المختار بن أبي عُبيد الثقفي الكذاب لا ينبغي أن يروى عنه شيء، لأنه ضال مضل، كان يزعم أن جبريل ينزل عليه، قتله مصعب بن الزبير، وقتل من أعوانه خلائق سنة ٦٧ هـ.
ويقال: إنه الكذاب الذي أشار إليه النبي في الحديث بقوله: "يخرج من ثقيف كذاب ومُبير" وهو في "صحيح مسلم" (٢٥٤٥).
(١) أي: بقي ساكتًا أو حائرًا.

<<  <   >  >>