يسألك اليهود - أيها الرسول - معجزة مثل معجزة موسى تشهد لك بالصدق: بأن تنزل عليهم صُحُفًا من الله مكتوبةً , مثل مجيء موسى بالألواح من عند الله , فلا تعجب - أيها الرسول - فقد سأل أسلافهم موسى - عليه السلام - ما هو أعظم: سألوه أن يريهم الله علانيةً , فَصُعِقوا بسبب ظلمهم أنفسهم حين سألوا أمرًا ليس من حقِّهم. وبعد أن أحياهم الله بعد الصعق , وشاهدوا الآيات البينات على يد موسى القاطعة بنفي الشرك , عبدوا العجل من دون الله , فعَفونا عن عبادتهم العجل بسبب توبتهم , وآتينا موسى حجة عظيمة تؤيِّد صِدق نُبُوَّتِه.
ولا تنظر إلى ما مَتَّعْنا به هؤلاء المشركين وأمثالهم من أنواع المتع , فإنها زينة زائلة في هذه الحياة الدنيا , متعناهم بها; لنبتليهم بها , ورزق ربك وثوابه خير لك مما متعناهم به وأدوم; حيث لا انقطاع له ولا نفاد.