بيضاء كبيرة خفيّ الصّوت، كثير التّأنّي والتّأمل في كلامه. وذكره شيخنا في «إنبائه» وكتاب «القضاة»، وكذا المقريزي، وحكى في ترجمته أنّه اجتمع أعيان مكّة بالأبطح سنة ١٠ وفيهم هذا، والسّراج عبد اللطيف بن أبي الفتح الفاسيّ وهما حنبليّان فأنشد السّراج مخاطبا للعزّ: /
إن كنت خنتك في الهوى … فحشرت محشر حنبلي
ألحى حليق الذّقن من … توف السّبال مكحّل
وكان العزّ يومئذ كذلك، فأجابه بقوله:
أتانا طالب من أرض فاس … يجادل بالدّليل وبالقياس
وما فاس ببلدته ولكن … فسا يفسو فساء فهو فاسي
- انتهى-.
قال في «الشّذرات»: قال العليميّ: ولي قضاء بيت المقدس سنة ٨٠٤، ولم يعلم أنّ حنبليّا قبله ولي المقدس، وطالت مدّته نحو عشرين سنة، ويقال له: قاضي الأقاليم؛ لأنّه ولي قضاء بغداد والشّام والقدس ومصر، إلى أن قال: وتوفّي بالشّام، وحضر جنازته القضاة وبعض أركان الدّولة، ودفن عند والده. ومن تصانيفه «شرح الشّاطبيّة» - انتهى-. وذكر صاحب «كشف الظّنون»(١) من تصانيفه أيضا «الفنون الجليّة في معرفة حديث خير البريّة» وخطّه حسن نيّر، عندي من تبليغه على سنن الدّارقطني لمّا قرأت عليه.